<BLOCKQUOTE>
ميشيل حبيبك هنا
ثم يذهــب لعمـــله وهو يـشـعر بقوة خفيـة وبسـلام لا يقـدرأن ينزعه منه أحد
و في أثناء عمـله ، مهما واجهته من مشاكل فهو مطمئن أن يسوع حبيبه معه ، فلا يفقد أعصابه أو يغضب أو يثور أبدا مهما كانت متاعب العمل وعندما ينتهي من عمله في المساء ، ورغم إنه لم يأكل شيئا طول النهار ورغم التعب الشديد ، فهو يذهب للكنيسة مرة ثانية ويقول بكل خشـوع
مساء الخيـر يا يسـوع ميشيل حبيبك هنا كانت حياته جميلة ولا يوجد ما ينغصـها وكـانت كل يوم علاقته تزداد مع يسوع ... ولكن ذات يوم وهو خارج من كنيسة نوتردام ، ليركب سيارته ليذهب للعمل ، سمـع صـوت صرير سيـارة وهي تندفـع بقوة والسائق يحاول عبثا أن يضغط على الفرامل ، وصوت فتاة صغيرة تصرخ في رعب وهي تقف أمام السيارة وقد ألجمتها المفاجأة ، كل هذه الأحداث التقطها عقل ميشيل ، فقفز بكل قوته وهو يصرخ يا يسوع. وجذب الفتاة بكل قوته بعيدا عن السيارة
و لكن للأسف ، فقد صدمته السيارة بكل قوتها ، فطار ثم ارتطم بالأرض بكل قوة ... وفقد الوعي استيقظ فجأة ليجد نفسه في المستشفى المركزي بباريس وحوله عدد كبير من الأطباء .... ' الحمد لله على سلامتك يا بطل ' قالها أبو الفتاة وفي عينيه نظرة امتنان وعرفان بالجميل ، أما الفتاة الصغيرة فقد كانت تبكي أما الدكتور فقد قال لميشيل بحزم الأطباء : لقد كانت إصابتك كبيرة و كان من الممكن أن تودي بحياتك ، بالذات النزيف الداخلي الذي أصبت به ، ولكني نجحت أن أوقف النزيف بسبب مهارتي الشديدة
قال له ميشيل : شكرا يا دكتور ، ولكنها يد يسوع حبيبي ، إلهي و مخلصي ، التي أنقذتني ، فقال له الدكتور (وقد كان من الذين يدعون أنهم يؤمنون بالعلم فقط) بكل سخرية: الله ، هل تؤمن بوجود الله ؟! و أين الله هذا ؟ لماذا تركك هكذا وأنت تقول إنه حبيبك ومخلصك . تضايق ميشيل من طريقة الطبيب و لكنه لم يرغب أن يدخل معه في مناقشة عقيمة ، فقال له : يسوع حبيبي وأنا حبيبه . فانصرف الدكتور وهو يستهزأ به
جلس ميشيل وحيدا في غرفته بعد انصراف الفتاة الصغيرة وأبيها والدكتور ، وشعر لأول مرة في حياته بحزن شديد ، ليس من كلام الدكتور وليس بسبب الحادثة التي ستقعده لمدة شهر طريح الفراش ، ولكن لسبب مهم جدا ، فقد رأى الساعة تقترب من الخامسة مساءا وهو لن يستطع أن يذهب للكنيسة ليلقي تحية المساء على يسوع كما كان يفعل طول عمره تضاعف الحزن والمرارة في قلبه كلما اقتربت الساعة من الخامسة و قرر أن يطفئ الأنوار وينام بسبب ضيقه ... وفجأة أشرق نور جميل بهي أضاء الحجرة كلها بطريقة معجزية ، فانتفض ميشيل وقام من نومه و
وجد أمامه منظر لن يستطيع أن ينساه طول عمره ، وجد يسوع حبيبه واقف قدامه ، و يقول له بكل حب وحنان
ميشيل حبيبي ، يسوع حبيبك هنا ، سلامتك'
</BLOCKQUOTE>