الرئيسية
هدية.... الحزن الكبير
في غمرة فرحة أعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الجديدة ومع ترتيلة المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة وفرحة الأطفال في كل مكان بقدوم بابا نوئيل محملا ً بالهدايا إليهم وخصوصا ً للأطفال الفقراء المحرومين في شتى بقاع العالم ومنهم أطفال فلسطين الحبيبة مهد السيد المسيح . قدم اليهم بابا نوئيل الدمار الإسرائيلي بكل حقد وشهوة الدم ورؤية الجثث أشلاء مبعثرة هنا وهناك أعطى لهم هدية الحزن الأبدي وخصوصا ً لأطفال غزة وبعثها بالصواريخ وقصف الطائرات وشتى أنواع الأسلحة المشروعة والمحرمة وترك الأيتام بلا مأوى أو ملاذ في هذا البرد القارص وخصوصا ً وهم محرمون أصلا ً من الوقود أو الكهرباء في حصار منذ زمن طويل ولايجدون سوى الاحتماء خلف الجدران سبيل .
والعالم كله في ذهول وسكون كأنهم لايدركون مالذي يحصل أولا يعرفون ماذا يفعلون لأن كلامهم وقراراتهم تذهب أدراج الريح والعدو الإسرائيلي لهذه الحالة مستريح والدول العربية لاحول لها ولاقوه البعض يسحب البساط يسار والآخر الى اليمين والشرفاء منهم حائرين لأنهم قلة وهم وحدهم الصارخين منادين بالحل ولكنهم متيقنين أن أصواتهم تعود اليهم لأنها تصطدم بحاجز متين .
ما ذنب هؤلاء الأطفال حين ييتمون ولايجدون حتى مأوى ولاحضن دافيء اليه يلجئون . ماذنب النساء المترملات وكيف تستطيع كل واحدة منهن أن تتحمل الأعباء في وسط عالم يعيش حالة الانهيار في الاقتصاد وبات كل شيء في غلاء وليس لهم من معين وهم فقط بالله مستعينين .
مايحصل في فلسطين يحصل في العراق كل يوم مع الفارق الذي يحصل يحصل بهدوء وتجاهل او إخفاء الخبر عن الإعلام عن كل الأفعال ويكون خبر واحد واثنان من بين عشرات الأخبار وكل يوم عشرات الأطفال ييتمون والنساء يترملون والناس همها يكثر بدل أن يزول وأبواق المسؤولين تعكس حالة يتعجب لها السامعون فأبواقهم تعالت من اجل المواطنون لأنهم للانتخابات مرشحون كأنهم أصبحوا كلهم بابا نوئيل يقدم هدايا العيد للأطفال المحرومون ولكن في الحقيقة هم بالدماء ملطخون .
أين هي الرحمة ... أين هي صرخات الشرفاء... وأين ضاعت القيم ... ولكن أسمعت لو ناديت حيا ً ولكن لاحياه لمن تنادي.
نقول آه على الزمان الذي مضى حين صرخت أمرة من عمورية ومعتصماه فلبى النداء واليوم النسوة تنادي كل يوم آلاف المرات ومعتصماه ولكن ما من مجيب أو مجير .
وكل عام وأنتم بألف خير ونتمنى أن يعم السلام في كل مكان في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وفي كل بقعة من الأرض فيها خراب ودمار ويعيش العالم أجمعين في سعادة وعيش كريم.
يارب انك خير السامعين والمستجيبين - آمين - .
مهند عمانوئيل بشي
29 / 12 / 2008
