كثيرا ما يتعرض الوالدان للحرج وهم برفقة أبناءهم ,
فيصر الطفل على أن يشتري والداه ما يرغب فيه ,
وحتى لو أخبراه بأنهما لايملكان ثمن مايريد
أقتناءه , فهو أحيانا يصر على تلبية رغبته دون
تماطل أو اعتذارات , مما تختلف معه ردود فعل الأم
والأب , فهناك من تأخذ أبنها جانبا وتحاول أقناعه
بشتى الطرق على أن يكف عن إلحاحه , وهناك
الاب الذي قد يلجا الى العنف وصفع أبنه حتى
لايكرر ما فعله , وهناك أيضا من يكلف أو تكلف
نفسها حتى ترضي ولدها وتشتري له ما أشتهت
نفسه كيفما كانت الأحوال .
وفي زمننا الاستهلاكي أيضا يقع الزوج في هذا
المشكل , حين تصر زوجته بأن يشتري لها
الفستان الفلاني أو الساعة أو الهاتف المحمول
الفلاني أو شراء هدية وما شابه , وهو لايستطيع
ذلك ماديا , والأدهى أن ألمرآة تدرك هذا المعطى
لكنها مع ذلك تصر على رأيها فما العمل !!
أقناع الطفل : يحلل هذا السلوك وتعامل الطفل مع
والديه وتعامل هذين ألأخيرين مع طفلهما في مثل
هذه الحالات التي تتكرر وتحدث داخل كل أسرة ,
ونؤكد أنه غالبا ما تجد الأسر ( خصوصا ذات الدخل
المحدود أو المتوسط ) , نفسها أمام هذه
المشكلة , وأمام صعوبة أقناع أطفالها بالتنازل عن
رغباتهم ومطالبهم المتكررة والملحة , والتي لاتقدر
الأسرة على تلبيتها , نظرا لغلاء المطلوب أو عدم
توفر النقود لذلك .
عليه فأن مسألة أقناع الأطفال بالتنازل عن رغباتهم
ليس بالأمر الهين وذلك لعدة معطيات يجب تفهمها
علميا قبل بناء أي خطة للأقناع , وخصوصا لدى
الأطفال الذين يوجدون في المرحلة ما قبل المراهقة :
كون الطفل سيكولوجيا ونمائيا غالبا ما يوجد في
مرحلة أو حالة ( التمركز على الأنا ) حسب تعبير
المفكر والتربوي الفرنسي ( جون بياجي ) , مما
يجعل ألطفل يتمركز حول رغباته وهواجسه و
(أفكاره ) الذاتية ولايعير كثيرا الأخر ومتطلبات
وشروط الواقع والعالم الخارجي أي أهتمام كبير
( مما يفسر العناد الكبير لجيل الاطفال ) . ومن
الناحية الفكرية / المعرفية : ألطفل هنا, غالبا لم
يطور بعد قدرات التفكير العقلاني والمنطقي الذي
يوازن بين مبدأ اللذة ( الذاتية ) ومبدأ الواقع
(ضغوطات وشروط الواقع الموضوعي ) , مما يجعل
أمر أقناعه عقلانيا وموضوعيا أمرا صعبا .
كما أن الطفل يعرف في هذه لمرحلة بحبه
للتملك , وفضول التملك للأكتشاف , وألغيرة
ومنافسة ألآخرين لإبراز ألذات ( أمتداد التمركز على
ألانا ) , مما يجعل الطفل يلح في أمتلاك الأشياء
( المطالبة بشرائها ), أما كنزوة وضرورة نفسية , أو
من أجل أبراز ألذات ومنافسة الآخرين , . فلان / ة
عنده كــــــــــذا , ولما لا أنا , أريد كذا أحسن كذا
فلان /ة ..!!
إجراءات عملية للإقناع : أمام كل هذه المعطيات
الذاتية والموضوعية للطفل , كيف يمكن للوالدين
أقناع طفلهما عند إلحاحه على شراء شي ما بأنهما لايستطيعان !!
للأجابة على هذا التساؤل التربوي والسلوكي
العريض هذه بعض ألاقتراحات والإجراءات الضرورية :
نواة المشكلة تبدأ من تربية الأطفال : فمثلا الدلال
الكثير وغير المعقلن ,والخضوع ل(سلطة رغبات
الطفل )دائما دون تربيته وتعويده أنه لايمكن دائما
تلبية رغباته , وبالتالي تربيته وتنشئته على بعض
الضوابط والمعايير الموضوعية , وأولها أحترام
السلطة المعنوية للوالدين( أن يسمع كلام والديه ) .
_ يمكن أقناع ألطفل بأننا نرفض شراء كذا لأنه
يفعل كذا ( بعض الأفعال غير المرغوب فيها تربويا ) .
_ تبيين بعض العواقب السلبية , والمفهومة من
طرف الطفل , لذلك الشي الذي يريده , وذلك
بطريقه مقبولة منطقيا وواقعيا , وممكن تحويل أتجاه
طلبه الى شي في المتناول .
_ يمكن أن نقول له أن أردت أن نشتري لك
كــــــــــذا عليك أولا أن تفعل كذا ... ( أستغلال ذلك
تربويا ) .
_ وكأجراء أخيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر , علينا
أن نخضعه لأمر الواقع , ونفسر له بطرق مناسبه
سبب عدم تمكننا من شراء كذا , وبالتالي نكون
نربيه حسب منطق الواقع , مما سيكون لذلك من
نتائج ايجابية على أنضاج شخصيته .. ونخلص
ممــــــــــــــــــــــــا تقـــــــــــــــــــــــــــــدم بأن
مسألة أقناع الطفل مرتبطة بشكل كبير بذكاء ودهاء
_ ألوالديـــــــــــــــــــــن _ شــــــــــــــــــــــــــــــرط
أن يكون ذلك بوعي ووفق ضوابط تربوية.