الوكالة الذرية تفتش الموقع السوري

الجيران - دمشق - وكالات - قام مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة الاثنين بزيارة موقع الكبار الذي قالت الولايات المتحدة انه كان يضم مفاعلا نوويا في مرحلة البناء وسط تكتم اعلامي كامل من جانب سورية والوكالة منذ وصول المفتشين الى سورية يوم الاحد.
وعشية وصول الفريق دعت الولايات المتحدة سورية الى التعاون الكامل مع الفريق.

وصرحت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو الاثنين بان الولايات المتحدة لن تستبق الامور وتنتظر تقرير الفريق عن نتائج زيارته لسورية.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول رفيع في الوكالة تأكيده ان المفتشين وصلوا الى الموقع وفحصوه دون ان يدلي بأي تفاصيل اضافية.

وكان المسؤول قد صرح سابقا ان المفتشين سيمضون يوما كاملا في الموقع.

ومن المتوقع ان يجري الفريق الذي يقوده نائب رئيس الوكالة اولي هاينونين مباحثات مع المسؤولين السوريين قبل ان يعود الى فيينا يوم الاربعاء المقبل.

وسيرفع الفريق تقريرا عن نتائج مهمته في سورية الى الاجتماع الدوري المقبل لمجلس محافظي الوكالة في شهر سبتمبر/ايلول المقبل.

تعتيم اعلامي
والتزام سوريا الصمت بخصوص مهمة الفريق في سورية وابعاد وسائل الاعلام عن تغطية الزيارة يشير الى مدى حساسية المهمة بالنسبة لسورية.

لكن صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة اتهمت في افتتاحيتها الاثنين الولايات المتحدة المتحدة بممارسة ضغوط شديدة على وكالة الطاقة الذرية بحيث يتم وضع تقرير نتائج الفريق لسورية بشكل يمكنها استغلاله لاغراض سياسية وعسكرية ودبلوماسية.

وقالت ان زيارة فريق الوكالة لسورية كان بسبب الحملة الامريكية "ضد سورية".

مواقع اخرى
ورفضت سورية طلب وكالة الطاقة الذرية زيارة ثلاثة مواقع سورية اخرى قالت الولايات المتحدة انها مرتبطة بمنشأة "الكبار" وقالت ان هذه المواقع هي منشآت عسكرية عادية ولا علاقة لها بمهمة فريق الوكالة.

وقبيل توجهه الى سوريا قال هاينونين في تصريح مقتضب "سنصل إلى دمشق وسنتلقي بنظرائنا هناك ثم سنبدأ بعد ذلك في البحث عن الحقائق وسنعود إلى فيينا مساء يوم الأربعاء."

وسينحصر عمل هؤلاء المفتشين في منطقة موقع " الكبار" فقط الذي قصفته المقاتلات الاسرائيلية في أيلول/سبتمبر الماضي، في واحدة من الضربات التي احاطت بها السرية .

وقد وافقت سورية على زيارة المفتشين الدوليين للموقع المذكور في الخامس من الشهر الجاري بعد اشهر من التأخير.

قائمة الوكالة
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وضعت سورية على قائمة الدول الخاضعة للمراقبة بشأن انتشار الاسلحة النووية في شهر ابريل/ نيسان الماضي بعد تلقيها صور استخباراتية من الولايات المتحدة قالت عنها واشنطن انها تصور قلب الفاعل النووي.

ويقول دبلوماسيون ومحللون ان زيارة فريق تفتيش لسوريا في مهمات متابعة ستكون ضرورية من اجل اماطة اللثام عن الغموض المحيط بهذه القضية.

ويأمل المفتشون في فحص بقايا انابيب المياه التي كانت تؤدي الى الموقع ومحطة ضخ مياة قريبة من الموقع في محاولتهم للبرهنة على ما اذا كان المفاعل السوري يشبه طراز المفاعل النووي الكوري الشمالي كما تقول الولايات المتحدة.

وكانت الصور التي كشفت عنها الولايات المتحدة، والتي قيل ان اسرئيل حصلت عليها من داخل المفاعل، توضح ان قلب المفاعل كان قيد الانشاء، حسبما ذكر المسؤولون الامنيون الامريكيون.

الا ان المسؤولين الامريكيين قالوا ان المنشأة لم تكن قيد التشغيل بعد، وان المفاعل لم يكن به وقود تشغيل. وقالت الولايات المتحدة ان الصور اوضحت التشابه بين المنشأة السورية ومفاعل كوريا الشمالية في يونجبيون.